ـ(296)ـ 4 - فكّ الحصار عن إيران: لو فُكّ الحصار عن إيران الآن، فإن فرصة وحدة العالم الإسلامي الآن أقوى بكثير من أي وقت سابق في التاريخ؛ نظراً لكون العالم كلّه أصبح قرية واحدة، ونظراً لانتشار وسائل الاتصال والانتقال وتبادل المعلومات بين البشر، ووجود وسائل الإقناع وغسل الدماغ بطريقة لم تتوافر من قبل. والإسلام نظرية مقنعة جداً، نبدأ فقط بفكّ الحصار وسرعان ما تتمّ الوحدة. فكّ حصار الدول العربية لا يكون بمخاطبة الدولة العربية مباشرة، إذ إن مفاتيح أبواب الدول العربية موجودة خارج الدول العربية، مفتاح المشرق العربي في لندن، ومفتاح المغرب العربي في روما. أما أمريكا فإنّها لا تحتفظ بأيّ مفاتيح، وكلّ مفاتيحها هي نفسها تسلّمها لإسرائيل، وأيّ تعامل مع أمريكا معناه الإحالة إلى إسرائيل. لندن لا تزال هي التي تملك مفاتيح المشرق العربي أو عرب المشرق؛ بحكم تاريخ طويل لها وبحكم اللغة، وبحكم تعلم الصفوة السياسية العربية كلها في مدارس إنجليزية، وبحكم التنافس القديم لها ضد فرنسا، وبحكم علاقة عاطفية بين الدهاء البريطاني والبساطة البدوية والبرود البريطاني مع الحدة البدوية، وهذا وذاك يشكّلان (دوتيو) بين عرب المشرق وبين بريطانيا، فلابدّ من الانطلاق من لندن لمخاطبة عرب المشرق لفكّ الخناق عن إيران... أمريكا لا تملك شيئاً وتعتمد على الرشوة والإفساد والمخابرات، وأهمّ من هذا كله موافقة لندن ذاتها. أما المغرب العربي فرغم سابقة خضوعه لفرنسا، إلاّ أنّ ردّ الفعل ضد فرنسا فيه أعنف كثيراً من أيّ تأثير فرنسي عليه، وروما هي المكان الأنسب لمخاطبة عرب المغرب، وكأنّ اختلاط دماء عرب المغرب بدماء صقلية وجنوب إيطاليا لـه أثر قاطع خصوصاً مع وجود الحماقة الفرنسية. وعندما أقول لابدّ من مخاطبة لندن وروما، فإنما أقطع الطريق على أمريكا