ـ(294)ـ والمصاهرات المختلفة بين أفراد مجتمع الرسول، سنجد أنّ هذه الخريطة تذيب كل الحواجز بين السنّة والشيعة عندما نعلم - مثلاً - أنّ الإمام عليّاً كان لـه ولد أسماه أبا بكر وولد أسماه عمر، وأنّ الإمام جعفر الصادق لـه بنت أسماها عائشة، وهي المدفونة في مصر الآن بجوار القلعة، وعندما نرى أنّ من نظنّهم أقطاباً متنافرة عاشوا مع بعضهم تحت سقف واحد سنوات وسنوات ويؤدّون الصلاة جماعة مع بعضهم. 3 - بعد القاموس والخريطة اللتين ذكرناهما الآن، نبدأ بمشوار العود إلى الشعب المسلم في كلّ الكرة الأرضية وبالأسلوب الديموقراطي الحديث، والديموقراطية الحديثة لها نفس قوّة التكنولوجيا في مجال العلوم، فهي تكنولوجيا السياسية؛ نرجع إلى الشعب عن طريق تأليف برلمان إسلامي شعبي يمثّل الأُمة بعيداً عن السلطات الحكومية المتنافرة. لقد قام بالفعل برلمان إسلامي في إيران، واستطاع كليم صديقي أن يقيم برلماناً إسلاميّا في بريطانيا، هاتان التجربتان لو عُمّتا على العالم الإسلامي ستجد الشعوب الإسلامية نفسها من جديد بعد أن مزّقتها وأكرهتها السلطات الحاكمة لكي تستولي هذه السلطات على الشعوب. إنّ هذين البرلمانين في إيران وبريطانيا يمكن أن يكونا نقطتي انطلاق إلى بقية العالم الإسلامي، هناك اختلافات في الحجم كبيرة جدّاً بين البرلمانين؛ حيث يمثّل برلمان إيران كتلة داخل الجسد الإسلامي، ويستند إلى حكومة إسلامية صحيحة وصالحة وراشدة، بينما يمثل البرلمان الإسلامي في بريطانيا وليداً صغيراً في داخل مجتمع ودولة غير إسلامية، ولكن القاسم المشترك بين هذين البرلمانين هو التحرّك الشعبي الحرّ نحو الوحدة الإسلامية. هذه الشعبية وهذا الصدق في التعبير هما الخطوة الأولى نحو "الخلافة الصحيحة" أو الخلافة الراشدة من جديد، ومن ثمّ فإن تَمْتين العلاقة بين برلمان إيران والبرلمان