ـ(293)ـ بمعنى أنّ حكم الضرورة في ظروف باقي المسلمين، وفي ظروف العالم الخارجي تضطرّها إلى هذا الوضع الذي نرجو أن يكون مؤقتاً، فهذا الوضع وإن كان ناقصاً إلاّ أنّه قريب جدّاً من الخلافة الصحيحة. وتكفي دلالة على ذلك المحاولةُ التي نحضرها الآن والخاصّة بالتقريب بين المذاهب، فهذه أوّل خطوة نحو الوحدة الشاملة التي هي أساس الخلافة الصحيحة. الحلول والوسائل: تحت ظروف الاضطرار الحالية لابدّ أن نلجأ إلى الشعوب الإسلامية ذاتها، وأن نبدأ بالحلول السهلة، وأن نبدأ من مواقع غير سياسية حتى لا نصطدم بقوى سياسية محلية أو دولية، وللعلم فإنّ خصوم الحركة الإسلامية - تطبيقا لمبدأ الهجوم خير وسائل الدفاع - استعملوا الخلاف بين السنة والشيعة في إدارة حرب العراق ضد إيران. والحلول والوسائل التي نأمل أن تتّبع: 1 - أوّل الحلول وأبسطها أن ننشئ قاموس فقهٍ على كل المذاهب، بمعنى أن تُذكر المسألة الفقهية، ثمّ إجابة كل مذهب حول هذه المسألة جنباً إلى جنب في مساواة علميّة حرّة وعلى الفرد المسلم في الشعوب الإسلامية أن يختار حل المسألة من أيّ مذهب؟ يناسب ظروفه هو، دون تعصّب لمذهب واحد في كل المسائل. إن قواميس أيّ لغة ضرورة حتمية لتعليم هذه اللغة للغريب عنها، كذلك وجود قاموس في الفقه ضرورة لتعليم أيّ مسلم الرأي الآخر، وبمقدار ما تنتشر هذه القواميس يتمّ تقارب وتفاهم وإقناع. 2 - الوسيلة الثانية للتقريب الأكيد والمتين هي وضع خريطة لآل البيت جميعاً بوضوح، لا يشمل الأبناء فقط، ولكن يشمل البنات والزوجات والأعمام والأخوال