ـ(292)ـ ظلم، فما بالك إذا أضاف إلى التشريع الوضعي القهر والكبت والبطش والدكتاتورية، ثمّ تقمّص سلطة روحية تزعم أنّها الإسلام الصحيح؟! ويكرر القول أنّ أموالكم وأعراضكم حرام عليكم! لكي يستبيح هذه الأموال والأعراض ذاتها، أو يفرغ بعض العبادات كالحج أو صلاة الجمعة من فلسفتها الحقيقية. مع التحول من الخلافة الصحيحة إلى الخلافة الناقصة إلى الخلافة الفاسدة، تحوّل الخليفة الحاكم من أب حنون ومرشد وحارس للدين إلى ملك على الرقاب إلى سيف قاطع للرقاب. في الخلافة الصحيحة كسب المسلمون من الروم والفرس فنون وعلوم العصر، وأعطوهم ديناً صافياً... في الخلافة الناقصة توقّفوا عن الأخذ والعطاء، وفي الخلافة الفاسدة ضربوا بالنّعال وما هو ألعن من النِّعال في البوسنة وكشمير وفلسطين وكلّ مكان، وتوقّف العلم والفّن. الخلافة أو الإمامة فكرةً لا تموت أبداً، وإن ماتت نظاماً أو فرداً أو حكومة. إذن الخلافة الآن شاغرة، ولكنها لم تمت قط ولن تموت أبداً، وغالبية الأُمة كانت تأمل أن يملأ الإمام الخميني هذه الوظيفة الشاغرة. فمفهوم الأُمة الإسلامية بدأ يعود في إيران وفي الجاليات المسلمة في أوربا، وأهل الحل والعقد للأمّة الإسلامية لا وجود لهم إلاّ في هذين الموقعين، وأمانة الإسلام الآن تقع على أكتاف هذين الكيانين، ونقطة البدء في إعادة البناء والعودة إلى الخلافة الصحيحة لا مجال للانطلاق منها إلاّ من هاتين النقطتين. الخلافة الصحيحة هي التي تلتزم ببناء وحدة العالم الإسلامي، بينما الخلافة الناقصة هي التي لا تلتزم بالوحدة الكاملة، ونأمل ألّا تكون الجمهورية الإسلامية في إيران هي خلافة ناقصة، أعتقد أنّ الأصوب أنّها خلافة صحيحة ولكنها خلافة أو إمامة اضطرارية،