ـ(284)ـ الإسلامية مكتوبة داخل جدران زنزانات التعذيب بالدماء أو محفورة بالأظفار! وأن تجد هذه الشعارات مرفوعة علناً في أوجه الشرطة، وزبانية التعذيب ورجال السلطة، وكلّ هذه المعارك والتعذيب والاغتيالات تدور حول قضية واحدة هي الوحدة بين الأُمة، أنصارها ضد خصومها ؛ أنصارها من ناحية وأنصار السلطة من الناحية المضادة، أنصارها لا يملكون إلاّ حب الوحدة الإسلامية، وخصومها يملكون سلطة الدنيا كلها من مال وإعلام وقهر، أنصار الوحدة لا يملكون إلاّ دماً نقياً يجري في عروقهم، والسلطات تملك السيف، والسيف يهدر دماً وراء دم وراء دم.. فهل اقترب اليوم الذي يغلب فيه الدمُ السيفَ؟ ربّما كان مؤتمركم هذا مؤشراً على ذلك. المهم أن تعرفوا أنّ "رجل الشارع" المسلم - أي الرجل من العامة - إنّما يمثل الآن قدراً كبيراً جداً من الدم المسلم الذي يهدر في كل بقاع الأرض الآن من البوسنة إلى فلسطين إلى الشيشان إلى كشمير إلى الجزائر، وفي كل معسكرات الاعتقال والتعذيب، ولا سبب لإهدار هذه الدماء المسلمة الزكية إلاّ محاولة الاستكبار منع الوحدة الإسلامية؛ يريد الاستكبار أن يفتّت الإسلام والمسلمين بكل وسائل التفتيت، سواء كان التفتيت بالمذاهب أو بالقوميات أو بالأوطان، يعني بوضوح كامل: المذهبيّة تستخدم الآن كما تستخدم النعرات القومية والنعرات الوطنية، ومن ثمّ فإنّني أقول: إنّ رجل الشارع المسلم قد يكون أخلص للوحدة من كثير من المذهبيين أو القوميين أو المتعصبين لوطن، سواء كان الوطن إسلاميّاً أو غير إسلامي، أو على أقلّ تقدير يجب أن تعطوا رجل الشارع المسلم بعض الاهتمام الذي هو حقه الأصيل فعلاً. الوحدة الإسلامية ليست أملاً ولا حلماً فقط ولكنها أمرٌ أمرَ به الله تعالى ? إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ?، وهي أوّل شيء أتاه الرسول وبنى عليه دولته في المدينة حيث آخى بين المهاجرين والأنصار، وجعل من هذه المؤاخاة جوهر