ـ(283)ـ فيه قوى الاستكبار الدولي وفي وقت يتنكر فيه غيركم لقضايا المسلمين، أو يستسلم فيه لقوى الاستكبار هذه ويتّخذها ولياً، أو يحارب الإسلام جهراً أو سراً. وفي اعتقادي أنّ هذه أول مرّة في التاريخ الإسلامي تقوم فيه دعوة رسمية علنية لتوحيد كلمة المسلمين مذهبيّاً، أو على الأقل التقريب بين المذاهب الإسلامية، ممّا يجعل هذه نقطة تحوّل تاريخية لها ما بعدها. وإذا كان لي أن أشارك في هذا الإنجاز التاريخي المحمود فإنّني أقدم نفسي بصفتي رجلاً من عامة المسلمين، أي ممّن يمثلون ما يسمّى بـ "رجل الشارع" المسلم، فلست فقيهاً ولا عالم دين ولا متخصصاً في أيّ مذهب، وربما بهذه الصفة - صفة كوني عيّنة من العامة لا الخاصة - أمثل نسبة غالبة في الأُمة الإسلامية، ومن ثمّ فشعوري الذي أبديه هو شعور الأغلبية الصامتة أو الأغلبية المشاهدة. إنّني بهذه الصفة أقول: - والله يشهد على صدق ما أقول - إنّني أحبّ واشتعل وأتوق إلى لحظة تحقيق وحدة المسلمين أكثر ممّا أُحبّ الأهل والمال والولد، وكنت دائما أدعو الله ألاّ يموت الإمام الخميني - رحمه الله - قبل أن يحقّق هذه الوحدة، وكانت هذه الدعوات لله تتردّد لا في كل صلاة فقط وإنّما بين الصلوات، وكلما حملت همّاً يوميّاً من هموم الأُمة الإسلامية التي لا تنتهي، ولكن رحمة الله تعالى ورضاه أدركا الإمام قبل تدارك الأُمة بالوحدة. وبصفتي من عامّة المسلمين وبصفتي متيّماً بهذه الوحدة، نلقى بهذا السبب وحده درجات مختلفة من الاستهجان، ثمّ الاستنكار ثمّ الإيذاء النفسي والجسدي والمادي في النفس والمال والولد وكأننا أجرمنا، ولا أريد أن أخوض في وصف صور الوحل والصديد الذي يساق إليه الآلاف ممن يهيمون بهذه الوحدة الإسلامية، زملاء في الله، لم تعرفهم من قبلُ ولا يربطك بهم إلّا هذا الحب في وحدة المسلمين ! وأن تجد شعارات الوحدة