ـ(269)ـ عبادته، هذه تبقى ثابتة كما بينها رسول الله محمد صلى الله عليه وآله بأمر ربه، ولا يجوز فيها الاجتهاد مهما طال الزمن أو تقدم العلم، فلن يستطيع أحد أن يجتهد في تغيير عدد الصلوات الخمس المفروضة، أو في الحلال البين والحرام البين، لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يشرع لنا كيف نعبده، وهو الذي يضع لنا معالم الهداية على طريقي الطاعة والمعصية ?وهَدينَاه النّجدَينِ?(1). ثانياً: الأشياء المتصلة بقوانين الكون والحياة، تلك الأشياء التي لم يكن للعقل البشري الاستعداد العلمي لفهمها فهماً تاماً وقت نزولها، مثل كروية الأرض، الغلاف الجوي المحيط بالأرض، علم الأجنة، دوران الأرض حول نفسها، نسبية الزمن، وعدد من حقائق الكون الأساسية التي تناولها القرآن الكريم، ثمّ ألمح إليها الرسول صلى الله عليه وآله تاركاً للعقل في كل جيل أن يأخذ قدر تفتحه، وهذا يؤكد أن نظام الحياة الكامل النابع من القرآن الكريم والسنة النبوية الخالدين قد عالج جميع قضايا الكون والذي يدعيه بعضهم- مثل الدكتور شوليكال المسيحي- أن منهج الله لا يعالج قضايا العصر (على سبيل المثال مشكلة تخطيط المدن) ناتج من عدم التمييز بين مختلف أجزاء الشريعة الشاملة الخالدة والصالحة لكل الأزمنة والأمكنة. إن القانون الإسلامي يقسم قانون الحياة إلى ثلاثة أقسام: الشريعة، الفقه، واللوائح التمدنية. والشريعة ثابتة ثبات قوانين الطبيعة والحياة لا تتغير بدون أدنى شك، أما الفقه فقد ظهر استجابة لحاجة تطبيق القانون الأبدي على التغيرات التي تطرأ على خريطة الحياة من عصر إلى عصر. ولكن الفقه على العكس من الشريعة، يحمل العنصر الزمني، على سبيل المثال، ________________________________ 1ـ سورة البلد: 10.