ـ(268)ـ 1ـ ثبوت القرآن قطعي، وثبوت السنّة في الجملة ظني. 2ـ السنّة بيان للقرآن الكريم ?بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ?(1). والبيان مؤخر عن المبين، وعلى هذا، فإن السنّة مصطلح إسلامي وحقيقة شرعية، وينحصر طريق وصول السنّة إلينا بالرواية المروية عنه صلى الله عليه وآله والمدونة في كتب الحديث والسيرة والتفسير، وغيرها من مصادر الدراسات الإسلاميّة. الثابت والمتغير من مفاهيم القرآن والسنة الخالدين: لقد فشل خبراء القانون الوضعي خلال العصور المنصرمة كلها في وضع شريعة ثابتة للإنسان كالتي اكتشفها لآلاته، ممّا أدى إلى اعتراف علم القانون بأن اكتشاف قانون الحياة خارج تماما عن قدرة البشر ~ يقول عالم القانون المعروف (جورج هوايت كروس باتون): "إنّ السبيل الوحيد للوصول إلى معايير متفق عليها هو الاعتراف بالوحي السماوي قانوناً"(2). والاعتراف بمبدأ حصول الإنسان على قانون حياته من نفس المنبع الذي يحصل منه الكون كله على قانونه، إثبات في حد ذاته بأن مثل هذا القانون غير خاضع لحدود الزمان والمكان، ممّا يؤكد أن القرآن الكريم والسنة النبوية حقيقتان أبديتان مثل قوانين الطبيعة والحياة، لأنهما أيضاً صادران من الله الحقّ الأبدي الأزلي الذي يدبر شؤون الكون، ولكن خلود القرآن الكريم والسنة النبوية، لا يمنعان من أن نميز بين شيئين فيهما: أولا: الأحكام الخاصة بمنهج العبادة، التي حدد بها الله سبحانه وتعالى كيفية ________________________________ 1ـ سورة النحل: 44. 2ـ الإسلام والعصر الحديث: 20.