ـ(266)ـ وتعالى هو الذي يحفظه"(1). 2ـ استمرار معجزة القرآن الكريم: تختلف معجزة القرآن الكريم عن معجزات الرسل السابقين في عدة وجوه، ومنها أن معجزات الرسل السابقين تقع مرة واحدة فقط، ولا تتكرر أبدا ثمّ تصير بعد ذلك خبرا قابلا للتصديق والتكذيب، فلولا ورودها في القرآن الكريم، لكان ممكنا أن ينفى حدوثها، بينما نجد أن معجزة القرآن مستمرة ومتجددة، قادرة على العطاء لكل جيل بما يختلف عن الجيل الذي قبله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لأنه لا نبي بعد من نزل عليه، ولا كتاب بعد قرآنه. 3ـ شمول الرسالة المحمدية للبشرية كلها: لقد أرسل الله محمداً صلى الله عليه وآله رحمة للعالمين وأنزل عليه القرآن الكريم رسالة للعالم أجمع، لا تقتصر على علاج داء أُمة بعينها، كما كان الحال في الأزمنة الغابرة، حيث كان الله سبحانه وتعالى يرسل أكثر من رسول في وقت واحد، لمعالجة أمراض اجتماعية مختلفة ؛ فإبراهيم ولوط عليهما السلام أرسلا في وقت واحد لانعزال المجتمعات في ذلك الوقت عن بعضها ولسوء الاتصال والمواصلات وتنوع الأدواء، ولكن بعد أن تقدم العلم أصبح العالم كله مجتمعا واحدا، لتعدد وسائل الاتصال والمواصلات وسهولتها ممّا أدى إلى توحد الأدواء في العالم، مثل الربا والإلحاد وأكل الأموال بالباطل والسرقة والزنا وغيرها، ولهذا وجه الله سبحانه وتعالى رسالة الإسلام إلى الدنيا كلها، لأنّ وحدة الداء تقتضي وحدة العلاج، كما أن وضع وحدة العلاج قبل زمن تحقق وحدة الداء يمثل جانبا مهماً آخر من إعجاز القرآن الكريم. ________________________________ 1ـ معجزة القرآن: 30.