ـ(264)ـ ?وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ?(1). لقد نزل القرآن في عصر لم يكن يخطر على بال أي إنسان ما يخبئه المستقبل وعلومه، ومع ذلك لم تتمكن أية جهة من زعزة حقائقه العلمية، ولو لم يكن القرآن الكريم نابعاً من الحقّ سبحانه وتعالى لكان دوام هذا الحال من المحال. خلود القرآن الكريم: يوجد ما لا يعد ولا يحصى من الدلائل على خلود القرآن الكريم، إلى جانب المصداقية المطلقة الثابتة في حقّ الرسول المعصوم قبل وبعد البعثة، ورسالته التي تأكد صدورها من لدن الحكيم الخبير ؛ نستعرض من تلك الأدلة ما يأتي: 1ـ حفظ الله للقرآن الكريم: تختلف معجزة القرآن الكريم عن معجزات الرسل السابقين، فكل رسول كانت لـه معجزة مختلفة عن منهجه، فمعجزة موسى عليه السلام العصا ومنهجه التوراة، ومعجزة عيسى عليه السلام الطب ومنهجه الإنجيل، لكن محمداً صلى الله عليه وآله معجزته هي عين منهجه، ليظل المنهج محروسا بالمعجزة، وتظل المعجزة محروسة بالمنهج، لأن الله سبحانه وتعالى عندما كلف عباده المحافظة على الكتب السماوية السابقة للقرآن الكريم حرفوها، ولكن القرآن الكريم- معجزة ومنهجاً- يبقى إعجازه ببقاء نصه بدون زيادة أو نقصان أو تحريف، لذلك تعهد الله عز وجل بحفظه وقال: ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ?(2). ?لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ?(3). ________________________________ 1ـ سورة الذاريات: 49. 2ـ سورة الحجر: 9. 3ـ سورة فصلت: 42.