ـ(262)ـ وتثبت كل هذه الدلائل الدامغة والمتضافرة أن القرآن الكريم صادر من المنبع الإلهي. ثالثا: مطابقة الكشوف العلمية الصحيحة للقرآن الكريم: يجب علينا أن ننتبه إلى الخطر الكامن في محاولة إثبات القرآن الكريم بالعلم، وبخاصة تلك النظريات العلمية التي لم تثبت صحتها بعد، لأن القرآن الكريم لم يتعرض للنواميس الكونية بتفصيل الكتاب العلمي المتخصص، ولكنه بيّن هذه الحقائق الكونية عن طريق الإشارة غير المباشرة، منذ أربعة عشر قرنا من الزمان، وتنبأ بتمكين العقل البشري اكتشاف معانيها في المستقبل، ليكون هذا دليلاً قاطعا على صدق القرآن الكريم وصدوره من الله العليم الحكيم: ?سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ?(1). لقد بين القرآن الكريم حقائق كونية متعددة الجوانب وعديدة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر المستحيل ما يأتي: 1ـ كروية الأرض: ?والأرضَ بَعدَ ذَلكَ دَحَاها?(2). و"دحا" هي الكلمة الوحيدة في لغة العرب التي تعني البسط والتكوير معا، والأرض- كما هو معلوم- مبسوطة في الظاهر ومكورة في الحقيقة، بل هي أشبه بالدحية (البيضة) في تكويرها. 2ـ التمدد الكوني المضطرد: تميل الأبحاث المتقدمة في علم الكونيات (الكوسمولوجيا) إلى تمدد الكون بشكل ________________________________ 1ـ سورة فصلت: 53. 2ـ سورة النازعات: 30.