ـ(260)ـ ?يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ?(1). ?لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَّتَّبَعُوكَ وَلَكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ?(2). 3ـ حاجز المستقبل: يتجلى هذا الجانب من عظمة القرآن الكريم في تنبؤاته المختلفة التي ثبتت صحتها فيما بعد بطرق معجزة، مثل: ?سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ?(3). لقد نزلت هذه الآية في مكة والمسلمون قلة وأذلة، حتى ان عمر بن الخطاب قال: "أي جمع هذا الذي سيهزم ونحن لا نستطيع أن نحمي أنفسنا"(4). ويواصل القرآن تبشير المسلمين مرة بعد أخرى، بينما هم في أسوأ أحوالهم: قلة خائفون يترقبون الأعداء من كل جانب في عراء المدينة المنورة؛ قال تعالى: ?سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ?(5). ?يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ _ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ?(6). لقد تحققت هذه التنبؤات كلها بصورة معجزة، ترغم كل من يحاول تفسيرها إلى التسليم باستحالة صدورها، من إنسان عادي، كما قال البروفيسور ستوبارت "انه لا يوجد مثال واحد في التاريخ الإنساني بأكمله يقارب شخصية محمد... ألا... ما أقل ما امتلكه من الوسائل المادية، وما أعظم ما جاء به من البطولات النادرة، ولو أننا درسنا التاريخ من هذه الناحية، فلن نجد فيه اسماً منيرا هذا النور واضحاً هذا الوضوح، غير اسم ________________________________ 1ـ سورة التوبة: 96. 2ـ سورة التوبة: 42. 3ـ سورة القمر: 45. 4ـ معجزة القرآن: 109. 5ـ سورة المجادلة: 21. 6ـ سورة الصف: 8- 9.