ـ(259)ـ ?ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ?(1). ?وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ?(2). ?وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ?(3). ?وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ?(4). 2ـ حاجز النفس البشرية: لقد مزق القرآن الكريم أيضاً حجاب ما يخفيه الإنسان داخل نفسه ؛ قال تعالى: ?أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ?(5). يهتك القرآن الكريم هنا ما في داخل صدور الكافرين الذين كممت أفواههم حقيقة صدق القرآن الكريم، لأنه لو لم يكن خبر القرآن صحيحاً، لتسارع- هؤلاء بكل تأكيد- إلى نفي وإنكار ما جاء في أدق الأُمور منهم، الذي هو حديث النفس، ولكن عدم إنكار هؤلاء الكافرين الذين يهمهم هدم الإسلام ما ورد في حقهم لدليل قاطع على مطابقة القرآن الكريم لحالهم وصدقه. لقد فصح القرآن الكريم أكثر من مرة، الأسرار التي سعى المنافقون والمكذبون إلى إخفائها بجميع الوسائل المتاحة لديهم بما فيه الحلف على الكذب. ?أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ?(6). ________________________________ 1ـ سورة آل عمران: 44. 2ـ سورة القصص: 44. 3ـ سورة القصص: 45. 4ـ سورة القصص: 46. 5ـ سورة المجادلة: 8. 6ـ سورة المجادلة: 14.