ـ(258)ـ بفشل ذريع ؛ نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما حدث لابن المقفع الأديب الفارسي الكبير كما رواه المستشرق (ولاستن): "... ان اعتداد محمد بالأعجاز الأدبي للقرآن لم يكن على غير أساس، بل يؤيده حادث وقع بعد قرن من قيام دعوة الإسلام"(1). والحادث كما نقله البروفيسور وحيد الدين خان عن المستشرق (ولاستن): "هو أن جماعة من الملاحدة والزنادقة أزعجهم التأثير الكبير للقرآن في عامة الناس، فقروا مواجهة تحدي القرآن، واتصلوا لإتمام خطتهم بعبدالله بن المقفع، وكان أديباً كبيراً وكاتباً ذكياً، يعتد بكفاءته فقبل الدعوة للقيام بهذه المهمة، وأخبرهم بأن هذا العمل سوف يستغرق سنة كاملة، واشترط عليهم أن يتكفلوا ما يحتاج إليه خلال هذه المدة، ولما مضى على الاتفاق نصف عام، عادوا إليه وبهم تطلع إلى معرفة ما حققه أديبهم لمواجهة تحدي رسول الإسلام، وحين دخلوا غرفة الأديب الفارسي الأصل وجدوه جالسا والقلم في يده، وهو مستغرق في تفكير عميق، وأوراق الكتابة متناثرة أمامه على الأرض، بينما امتلأت غرفته بأوراق كثيرة، كتبها ثمّ مزقها"(2). ثانياً: تمزيق حواجز الغيب: حينما نزل القرآن تحدى في أشياء كثيرة، ومزق في تحديه حواجز الغيب الثلاثة: 1ـ حاجز الزمن الماضي: يمزق القرآن حاجز الزمن الماضي فيخبر بما حدث للأمم السابقة ورسلها، ويروي أشياء لم يكن أحد يعرفها، على لسان نبي أُمي لا يقرأ ولا يكتب في أكثر من مناسبة ليخبر محمد صلى الله عليه وآله بالأخبار الصادقة عن من سبقوه من الرسل والأنبياء، ويصحح ما حرف من الكتب السماوية التي أنزلها الله وحرفها أحبار اليهود ورهبان النصارى: ________________________________ 1ـ Mohammad His Life g Doctrine ,p.143 2ـ الإسلام يتحدى: 173.