ـ(257)ـ قادرا كل القدرة على أن يعيش حياة النعيم والترف ؟ ليس هناك أي تفسير لمنبع الصفات العجيبة لهذا الطراز الإنساني الفريد من نوعه، الذي اتفق المؤرخون على عدم تكرار مثله إلا إذا اعترفنا بنبوته التي تمكننا من تفسير سر حياته المعجزة، كما فعل البروفيسور "بور سورث سميث" حتى انه ليدعو البشرية كلها إلى الإيمان برسالته: "لقد ادّعى محمد لنفسه في آخر حياته نفس ما ادعاه في بداية رسالته، وإني لا أجدني مدفوعا إلى الاعتقاد بأن كلا من الفلسفة العليا والمسيحية الصادقة سوف تضطران، يوما إلى التسليم بأنه كان نبياً، نبيا صادقا من عند الله"(1). القرآن كلام الله: إن الخصائص التي تبرهن على أن القرآن الكريم من عند الله متعددة الجوانب وكثيرة، ويمكننا أن نذكر منها ما يأتي: أولا: التحدي المعجز: لقد تحدى القرآن الناس كافة منذ أربعة عشر قرنا من الزمان، وبخاصة أُولئك الذين ينكرونه بصورة صريحة: ?وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ?(2). لقد أخفقت البشرية كلها على مدى التاريخ في مواجهة هذا التحدي، مما يثبت أن القرآن كلام صادر من الله، ومن ثم خارج تماما عن دائرة القدرة البشرية. لقد وقعت محاولات عديدة عبر التاريخ لمواجهة هذا التحدي ولكنها كلها باءت ________________________________ 1ـ Mohammad g Mohammadanism 2ـ سورة البقرة: 23.