ـ(25)ـ التفسير الموضوعي بشيء، ومن ثمّ نصل إلى نفس النتيجة التي توصّل إليها السيد الشهيد الصدر قدس سره وهي: ترجيح التفسير الموضوعي على التفسير التجزيئي، لأنّه يمثل محاولة متقدمة وخطوة تكاملية في مسيرة التفسير، لأنّ كلّ ما هو موجود في التفسير التجزيئي موجود في التفسير الموضوعي مع امتياز لصالح التفسير الموضوعي. وأما المسوغ العملي فهو قضية اختيار ومراعاة المصلحة الذاتية التي يواجهها المفسر، فهو مسوغ ذو طابع ذاتي يرتبط بالظروف التي تحيط المفسر نفسه، ولهذا نجد بعض المفسرين الذين يلتزمون المنهج التجزيئي يعمدون إلى تفسير سورة واحدة يختارونها نتيجةً للظروف الخاصة التي أحاطت بهم، أو لشعورهم بعدم توفر الفرصة لتفسير جميع القرآن. ونحن نعتقد أن لمنهج التفسير التجزيئي ميزةً تجعله منهجاً يحقّق هدفاً لا يمكن تحقيقه من خلال منهج التفسير الموضوعي. ومن أجل معرفة حقيقة هذه الميزة لابد من الرجوع إلى مقدمة معرفة الهدف من نزول القرآن الكريم، والتي أشرنا إليها سابقاً. أسلوب القرآن الكريم في العرض: قلنا بأن هدف النزول الرئيس هو إيجاد عملية التغيير الاجتماعية الجذري، وخلق القاعدة الثورية المناسبة لحمل الرسالة مع بيان المنهج الصحيح لهذه العملية، وقد انعكس هذا الهدف بآثاره وظلاله على القرآن الكريم، وأثّر في أسلوبه ومنهجه بعرض الأفكار والمفاهيم. ومن هنا نجد أن القرآن الكريم لم يوحَ من قبل الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وآله مصنفاً، كما هو متبع في الكتب العلمية المصنفة إلى فصول وأبواب، ولكلّ باب موضوعه الخاص به،