ـ(24)ـ بل من خلال المفاهيم والتصورات التي يعتقد بها، وكذلك بروز الحاجة إلى الفقه ولو على مستوى التطبيق، لأن المجتمع كان إسلامياً. وأما في عصرنا الحاضر، وباعتبار وجود النظريات الأخرى في الواقع الخارجي، فقد برزت الحاجة إلى المنهج الموضوعي في التفسير. ثالثاً: فيما يخص حالة العمق والسطحية في المنهجين: فقد ذكر السيد الشهيد الصدر قدس سره أن التفسير التجزيئي تفسير لفظي سطحي نسبياً، بينما التفسير الموضوعي تفسير عميق وتفسير للمعنى يتم من خلاله معرفة مصاديق المفاهيم وتطبيقاتها الخارجية. والواقع: أن هذا الأمر غير واضح، إذ يمكن أن يكون كلا التفسيرين عميقاً، ولا داعي لافتراض اقتصار التفسير التجزيئي على المعنى اللغوي السطحي واستخلاص المفهوم للآية القرآنية أو المقطع القرآني وحده، وإنّما يمكن التعمّق ومعرفة كلّ مداليل تكل الآية حتى المرتبط منها بالمصاديق والتجسيدات الخارجية. ولذا لا يمكن أن تكون هذه الملاحظة- حسب رأينا- ميزة للتفسير الموضوعي عن التفسير التجزيئي. المقارنة بين منهج التفسير الموضوعي والتفسير التجزيئي: من خلال المناقشة السابقة أثبتنا ميزة واحدة يرجح بها منهج التفسير الموضوعي على المنهج التجزيئي، وهي إمكانية استخلاص النظريات القرآنية من خلاله. فهل بالإمكان إثبات ميزة يرجّح بها المنهج التجزيئي على المنهج الموضوعي ؟ وحينئذٍ لابد من الجمع بينهما، لأن كلاً منهما يؤدي غرضاً مهماً لا يمكن أن يؤديه الآخر، أو لابد من التزام المنهج الموضوعي في التفسير بدعوى: أن التفسير التجزيئي لا يمتاز عن