ـ(183)ـ البيت عليهم السلام والمأثور عن الصحابة والمأثور عن التابيعين، وأن لكل من هذه المصادر قيمته وأهميته، إلاّ أن القرآن والسنة تعتبران من أعلى مصادر التفسير بالمأثور مرتبة نظراً لقوة دلالتهما في الكشف عن مراد الله تعالى، إلاّ أن هذه الدلالة ليست بمستوى واحد في مجال بيان المراد من كلام الله عز وجل، فهي قد تكون قطعية كما في تفسير القرآن بالقرآن، وقد تكون قطعية أو ظنية، كما هو الحال في الطرق المؤدية إلى بيان السنّة للأحكام الشرعية. وإذا كانت الأدلّة هي الطريق الموصل إلى تحصيل الواقع وهو مراد الله تعالى من كتابه المجيد، فإنّها قد تتوافر أو لا تتوافر في بعض الطرق الحاكية عن السنّة النبوية لأنّها في حقيقتها "رواية تتقلب بين الظن والقطع فتكون قابلة للنفي والإثبات بحسب موازين تقويم الروايات المتواترة والمشهورة وأخبار الآحاد"(1)، لهذا وذاك كان من الضروري الوقوف على أهم الطرق التي تحمل هذه الدلالة أو تلك في مجال الكشف عن مراد الله تعالى. قسّم العلماء السنّة النبوية باعتبار رواتها عن الرسول إلى قسمين رئيسين هما: الطرق القطعية، والطرق غير القطعية. 1ـ الطرق القطعية المؤدية إلى السنّة: أمّا الطرق القطعية فقد قسّموها إلى عدّة أقسام(2) إلاّ أنّ أشهرها تعلقاً بعالم الرواية والتفسير قسمان هما: أ- الخبر المتواتر. ب- الخبر المحفوف بقرائن توجب القطع بصدوره. ________________________________ 1ـ المبادئ العامة لتفسير القرآن الكريم: 55، د. الصغير. 2ـ الأُصول العامة للفقه المقارن: 194، محمد تقي الحكيم.