ـ(144)ـ على القوانين الكونية، حتّى وإن لم يكن ظاهراً فيها، فما يرى من الإسراف في بعض التفاسير(1) في هذا المجال ليس بمرضّي عند من يقف في تفسير القرآن الكريم على باب النصّ من الكتاب نفسه على اختلاف وجوهه وأقسامه، أو الأثر المأثور من صاحب الشريعة وآله صلى الله عليه وآله. يقول الأستاذ الشيخ محمد مصطفى المراغي- فيما كتبه تقريظاً لكتاب "الإسلام والطبّ الحديث" للدكتور عبد العزيز إسماعيل-: "لست أُريد من هذا- يريد ثناءه على الكتاب ومؤلّفه- أن أقول: إنّ الكتاب الكريم اشتمل على جميع العلوم جملةً وتفصيلاً بالأُسلوب العلمي المعروف، وإنّما أُريد أن أقول إنّه أتى بأُصول عامة لكلّ ما يهمّ الإنسان معرفته به، ليبلغ درجة الكمال جسداً وروحاً وترك الباب مفتوحاً لأهل الذكر من المشتغلين بالعلوم المختلفة، ليبيّنوا للناس جزئياتها بقدر ما أُوتوا منها في الزمان الذي هم عائشون فيه. ويجب أن لا نجرّ الآية إلى العلوم كي نفسّرها، ولا العلوم إلى الآية، ولكن إن اتّفق ظاهر الآية مع حقيقة علمية ثابتة فسّرناها بها "(2). وهناك طائفة أخرى أفرطوا في تطبيق القرآن على معطيات العلوم التجربية والمنهج الحسّي الذي تبتنى عليه الأبحاث العلمية فأوّلوا الآيات المبيّنة للمعارف الإلهية والحقائق الخارجة عن نطاق الحسّ والتجربة، بتأويلات باردة تنهدم بها الشريعة الإلهية من الأساس. وللعلاّمة الطباطبائي في مناقشة أصحاب هذا المنهج كلام نجعله خاتمة لدراستنا هذه... قال: ________________________________ 1ـ نظير الجواهر في تفسير الكريم للشيخ طنطاوي جوهري. 2ـ التفسير والمفسّرون 2: 519.