ـ(14)ـ الموضوع المطروح"(1). "وقد يسمى هذا المنهج أيضاً بالمنهج(التوحيدي) باعتبار أنه يوحّد بين(التجربة البشرية) و(القرآن الكريم)، لا بمعنى أنه يحمل التجربة البشرية على القرآن، بل بمعنى أنه يوحّد بينهما في سياق واحد لكي يستخرج- نتيجة هذا السياق- المفهوم القرآني الذي يمكن أن يحدد موقف الإسلام تجاه هذه التجربة أو المقولة الفكرية"(2). ثالثاً: وقد يراد من(الموضوعية) ما ينسب إلى الموضوع، حيث يختار المفسر موضوعاً معيناً ثمّ يجمع الآيات التي تشترك في ذلك الموضوع فيفسّرها، ويحاول استخلاص نظرية قرآنية منها فيما يخص ذلك الموضوع. "ويمكن أن يسمى مثل هذا المنهج منهجاً توحيدياً أيضاً، باعتبار انه يوحّد بين هذه الآيات ضمن مركب نظري واحد"(3). ولا شك أن المعنى الأول ليس موضوع البحث، إذ لا يختلف التفسير الموضوعي عن التفسير التجزيئي في ضرورة توفر هذا الوصف فيه، ويبقى عندنا المعنى الثاني والثالث. مرجحات منهج التفسير الموضوعي على منهج التفسير التجزيئي: وتذكر ثلاثة مرجحات رئيسية للمنهج الموضوعي على المنهج التجزيئي أشار إليها أُستاذنا الشهيد الصدر قدس سره في بحوثه القرآنية، وهي: الأول: "إن التفسير الموضوعي يُرجح على التفسير التجزيئي لأنه يمثل حالة من التفاعل مع الواقع الخارجي ، إذ إن المفسر يبدأ من خلاله بالواقع الخارجي ثمّ ينتقل إلى ________________________________ 1ـ المدرسة القرآنية، المحاضرة الثانية:29. 2ـ المدرسة القرآنية، المحاضرة الثانية: 28. 3ـ المصدر نفسه.