ـ(13)ـ لها القرآن الكريم في مواضع متعددة أو في موضع واحد، وذلك لتحديد النظرية القرآنية بملامحها وحدودها في الموضوع المعين، وفي مقابل ذلك يكون(التفسير التجزيئي) الذي يتناول المفسر في إطاره القرآن الكريم آية فآية وفقاً لتسلسل تدوين الآيات في المصحف الشريف. ومن أجل عقد مقارنة بين التفسير الموضوعي والتفسير التجزيئي، وترجيح أحدهما على الآخر لابد أن يتضح المراد من التفسير الموضوعي، وهنا يحسن بنا أن نفهم مصطلح(الموضوعية) في مقابل(الذاتية) و(التحيز)، والموضوعية بهذا المعنى: عبارة عن الأمانة والاستقامة في البحث(1)، والتمسك بالأساليب العلمية المعتمدة على الحقائق الواقعية في نفس الأمر والواقع، دون ان يتأثر الباحث بأحاسيسه ومتبنياته الذاتية، ولا أن يكون متحيزاً في الأحكام والنتائج التي يتوصل إليها. وهذه(الموضوعية) أمر صحيح ومفترض في كلا المنهجين:(التجزيئي) و(الموضوعي) ولا اختصاص لأحدهما بها. ثانياً:(الموضوعية) بمعنى أن يبدأ في البحث من(الموضوع) الذي هو(الواقع الخارجي)، ويعود إلى(القرآن الكريم)(2) لمعرفة الموقف تجاه الموضوع الخارجي. "فيركز المفسر- في منهج التفسير الموضوعي- نظره على موضوع من موضوعات الحياة العقائدية أو الاجتماعية أو الكونية، ويستوعب ما أثارته تجارب الفكر الإنساني حول ذلك الموضوع من مشاكل، وما قدّمه الفكر الإنساني من حلول وما طرحه التطبيق التاريخي من أسئلة ومن نقاط فراغ، ثمّ يأخذ النص القرآني ويبدأ معه حواراً، فالمفسر يسأل والقرآن يجيب، وهو يستهدف من ذلك أن يكتشف موقف القرآن الكريم من ________________________________ 1ـ المدرسة القرآنية، المحاضرة الثانية: 29. 2ـ المدرسة القرآنية، المحاضرة الثانية: 28.