ـ(137)ـ تأوليها، ولم ينظروا إلى ما يفتتح الكلام والى ما يختتمه، ولم يعرفوا موارده ومصادره(1). ترى أنّ الإمام عليه السلام بيّن معنى ضرب القرآن بعضه ببعض، وهو الخلط بين الآيات من حيث مقامات معانيها والإخلال بترتيب مقاصدها، كأخذ المحكم متشابهاً والمتشابه محكماً ونحو ذلك. القاعدة الثامنة عشرة: التفسير طريق لا غاية: تقدّم أنّ التفسير شأن من شؤون الرسالة الإلهية التي تهدف إلى هداية الناس إلى السعادة والرضوان في ضوء التعليم والبشارة والإنذار، كما أنّ هذا هو الغاية القصوى من نزول القرآن على النبي الكريم صلى الله عليه وآله يقول سبحانه: ?شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ?(1). ?إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا?(3). وبديهي أنّ حصول الهداية بالقرآن يتوقّف قبل كلّ شيء على المعرفة بمعاني آياته المباركة، وهو يتطلّب التعقّل والتدبّر فيه كما قال سبحانه: ?كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ?(4). ?كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ?(5). ?إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ?(6). ومن هنا ألبَسَهُ الله تعالى لباس العربية ويسّره بذلك للذكر لمَن يستأهل ذلك، قال سبحانه: ?وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ?(7). ________________________________ 1ـ تفسير النعماني: 3- 4، طبعة دار الشبستري للمطبوعات، قم. 2ـ سورة البقرة: 185. 3ـ سورة الإسراء: 9. 4ـ سورة فصّلت: 3. 5ـ سورة ص: 29. 6ـ سورة يوسف: 2. 7ـ سورة القمر: 17.