ـ(12)ـ مشترك بينها، كآيات الأحكام أو القصص القرآني أو الآيات الناسخة والمنسوخة أو غيرها، ولكن لم تدرس كموضوع مستقل بل باعتبار وجود الجامع والخصوصية المشتركة. وفي المدة المتأخرة من تاريخ التفسير أخذت تنمو بوادر منهج جديد في التفسير أو البحث القرآني يقوم على أساس محاولة استكشاف النظرية القرآنية في جميع المجالات العقيدية والفكرية والثقافية والتشريعية والسلوكية، من خلال عرضها في مواضعها المختلفة من القرآن الكريم. فحين نريد أن نعرف رأي القرآن الكريم في(الألوهية) يستعرض هذا المنهج الجديد الآيات التي جاءت تتحدّث عن هذا الموضوع في مختلف المجالات وفي جميع المواضع القرآنية، سواء في ذلك ما يتعلق بأصل وجود الإله أو بصفاته وحدوده، ومن خلال هذا العرض العام والمقارنة بين الآيات وحدودها يستكشف النظرية القرآنية في(الألوهية). ونظير هذا الموقف يتخذه في كل المفاهيم والنظريات أو بعض الظواهر القرآنية، فيبحث عن(الأسرة) أو(التقوى) أو(الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) أو(المجتمع) أو(الجهاد) أو(فواتح السور) أو(القصص القرآني) أو(الإنسان) أو غير ذلك من الموضوعات القرآنية. وقد يقتصر البحث على مقطع قرآني واحد لأن القرآن لم يعرض لموضوع البحث إلاّ في هذا المقطع، ومع ذلك نجد هذا الاختلاف بين المنهج الجديد والمنهج السابق في دراسة هذا المقطع الواحد، حيث تكون مهمة المنهج الجديد استخلاص الفكرة والنظرية من خلال هذا المقطع دون المنهج السابق. فالتفسير الموضوعي- إذن- يقوم على أساس دراسة موضوعات معينة تعرض