ـ(124)ـ شمولها لأزواج النبي صلى الله عليه وآله. ويؤيّد هذه الطائفة من الروايات طائفة أُخرى منها وردت في أن النبي صلى الله عليه وآله بعد نزول الآية- طيلة ستّة أشهر أو أكثر- كان يمرّ بباب علي وفاطمة والحسنين قبل الشروع في إقامة الصلاة ويتلو الآية. روى السيوطي في الدرّ المنثور بإسناده عن ابن عباس، قال: شهدنا رسول الله صلى الله عليه وآله تسعة أشهر يأتي كلّ يوم باب علي بن أبي طالب عند وقت كلّ صلا فيقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت ?... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا?. والروايات في هذا المعنى من طرق أهل السنّة كثيرة، وكذلك من طرق الشيعة(1). ويؤيده ما رواه مسلم بإسناده عن سعد بن أبي وقاص عن أبيه، قال: لمّا نزلت هذه الآية ?فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ?(2). دعا رسول الله صلى الله عليه وآله علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: "اللّهم هؤلاء أهلي"(3). ب- دلالة الآية على عصمة أهل البيت: نصّت الآية الكريمة على أنّ الله سبحانه أراد إذهاب الرجس عن أهل بيت النبي وتطهيرهم، وليس ذلك من التطهير العام الذي أراده تعالى في حقّ جميع المكلّفين من ________________________________ 1ـ راجع الترمذي في صحيحه، الجزء 5، والحاكم في المستدرك، الجزء 3، والذهبي في تلخيصه، وأحمد بن حنبل في مسنده، الجزء 3، وابن الأثير في أسد الغابة، الجزء 5، والحسكاني في شواهد التنزيل، الجزء 2، والسيوطي في الدّر المنثور، الجزء 5، والطبري في تفسيره، الجزء 22، والبلاذري في أنساب الأشراف، الجزء 2، وابن كثير في تفسيره، الجزء 3، والهيثمي في مجمع الزوائد، الجزء 9، وغيرهم. ومن كتب الشيعة لاحظ غاية المرام للمحقق البحراني، وعبقات الأنوار للمحقق مير حامد حسين الهندي. 2ـ سورة آل عمران: 61. 3ـ صحيح مسلم 4: 1871، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل علي بن أبي طالب.