ـ(120)ـ ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله أو الذين أوصى النبي بوجوب التمسّك بهم في حديث الثقلين، كما سيوافيك بيانه. وأمّا الصحابي بعنوان كونه صحابياً، فلا دليل قطعي من العقل أو الشرع على اعتبار رأيه في أحكام الدين وعلوم القرآن، إلاّ أن يكون قولهم حكاية لقول النبي صلى الله عليه وآله أو فعله وتقريره أو ما شاهدوه من أسباب النزول، أو نقلاً لكلمات العرب ومصطلحاتهم وآدابهم. وثبت ذلك النقل عنهم بطريق معتبر، وأمّا في ما عدا ذلك، ممّا أعملوا فيه رأيهم ونظرهم فلا يصحّ الاستناد إليه في تفسير القرآن الكريم إذا لم يحصل العلم بصحّة ذلك الرأي والنظر، فإنّه يصبح تفسيراً بغير علم، وهو مرفوض. وهذا من غير فرق بين القول بعدالة الصحابة وعدمها، إذ العدالة إنّما تمنع عن التعمّد على الكذب لا عن الخطأ في الاجتهاد والنظر، وما نراه من الاختلاف الكثير في المحكي من آرائهم أصدق شاهد على عدم صيانتهم وعصمتهم في الرأي. القاعدة الخامسة عشرة: مرجعية أهل البيت عليه السلام في تفسير القرآن: تعتقد الشيعة الإماميّة، في ضوء نصوص من القرآن والسنّة بأنّ الأئمة من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله معصومون من كلّ زلّة وخطأ، وأنّ لهم بذلك مرجعية عامة للمسلمين بعد النبي صلى الله عليه وآله يؤخذ عنهم معارف الدين وأحكامه، "فهم كنوز الرحمن، إن نطقوا صدقوا، وإن صمتوا لم يسبقوا"(1). "وهم عيش العلم وموت الجهل، يخبرنا حلمهم عن علمهم، وصمتهم عن حكم منطقهم، لا يخالفون الحقّ ولا يختلفون فيه، بهم دعائم الإسلام، وولائج الاعتصام، بهم عاد الحقّ في نصابه، وانزاح الباطل عن مقامه"(2). "هم شجرة النبوة، ومحطّ الرسالة، ومختلف الملائكة، ومعادن العلم، ________________________________ 1ـ نهج البلاغة، الخطبة 154، صبحي الصالح. 2ـ المصدر نفسه، الخطبة 147.