ـ(114)ـ ومنه ما ورد عن أئمة أهل البيت عليه السلام من تطبيق بعض المضامين القرآنية على أنفسهم كالصراط المستقيم، وأهل الذكر، والذين يعلمون، والراسخون في العلم، والذين أُوتوا العلم، ونحوها(1). قال العلاّمة الطباطبائي بعد نقل الروايات الواردة في تفسير قولـه تعالى ?أهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ? بأنّ الصراط المستقيم هو الأئمة المعصومون عليهم السلام "وفي هذه المعاني روايات أُخر، وهذه الأخبار من قبيل الجري وعدّ المصداق للآية"(2). القاعدة الثالثة عشرة: مبدأ السياق: السياق في اللغة بمعنى الأُسلوب، وسياق الكلام هو الأُسلوب الذي يجري عليه، لكونه على أُسلوب الوعظ والخطابة، أو الجدال والمناظرة، ونحو ذلك. فقرينة السياق تدلّنا على ما يعنيه المتكلّم من كلامه ويقصد، وهذه أيضاً من القواعد السائدة على المحاورات العقلائية التي تبتنى عليها بيانات القرآن الكريم. وهي حجّة للمتكلّم وعليه ما لم تقم قرينة عقلية أو نقلية على خلافها وذلك كآية التطهير ونحوها يقول الزركشي: "وهو- أي السياق- من أعظم القرائن الدالّة على مراد المتكلّم، فمن أهمله غلط في نظره وغالط في مناظرته، وانظر إلى قولـه تعالى: ?ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ?(3) كيف تجد سياقه يدلّ على أنّه الذليل الحقير"(4). وقد استشهد به كثيراً العلاّمة الطباطبائي في تقييم الأقوال وأحاديث النزول وتمييز السور المكية عن المدنية قال- بعد الإشارة إلى دور المعرفة بمكية السور ومدنيتها وترتيب نزولها في الأبحاث المتعلّقة بالدعوة النبوية وسيرها الروحي والسياسي والمدني في زمنه صلى الله عليه وآله وتحليل سيرته الشريفة-: "والروايات- كما ترى- لا تصلح أن تنهض ________________________________ 1ـ راجع في ذلك: الأُصول من الكافي الجزء 1، كتاب الحجّة. 2ـ الميزان 1: 41. 3ـ سورة الدخان: 49. 4ـ البرهان 2: 200.