ـ(113)ـ ومباهلتهم في ذكر الله تعالى، وهذا نوع آخر أدقّ ممّا تقدّمه. وكانطباقها عليهم في قصورهم الذاتي عن أداء حقّ الربوبية، وهذا نوع آخر أدقّ من الجميع. ومن هنا يظهر أنّ للقرآن مراتب من المعاني المرادة بحسب مراتب أهله ومقاماتهم(1). وفي ضوء هذه القاعدة يتّضح أنّ ما ورد في كثيرٍ من الروايات التفسيرية، من تفسير الآية وتطبيقها على شخص أو أشخاص، أو وصف خاص، هي في الحقيقة من قبيل الجري والانطباق وبيان المصداق للمعنى العامّ والشامل لا الحصر والتخصيص. كما روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال في تفسير قولـه تعالى: ?الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ?(2): "هو الوجه الحسن والصوت الحسن والشعر الحسن"(3). وروي عن الرضا عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: "حسّنوا القرآن بأصواتكم، فإنّ الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً" وقرأ: ?يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء?(4). وعن الصادق عليه السلام قال: "القضاء والقدر خلقان من خلق الله يزيد في الخلق ما يشاء"(5). ومنه ما روي في تفسير قولـه تعالى: ?وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ?(6) أنّ الصبر يعني الصيام، فإذا نزلت بالرجل النازلة الشديدة فليصم فإنّ الله عزّوجلّ يقول: ?وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ?(7). ________________________________ 1ـ الميزان 13: 73. 2ـ سورة فاطر: 1. 3ـ مجمع البيان 7- 8: 400. 4ـ الميزان 17: 11، رواه عن العيون. 5ـ كتاب التوحيد للصدوق، باب القضاء والقدر، الحديث الأول، دار المعرفة. 6ـ سورة البقرة: 45. 7ـ الفروع من الكافي، الجزء 4، كتاب الصيام، الباب الأوّل، الحديث 7.