ـ(102)ـ اسْتَوَى?(1) وهو أنّ المراد بالعرش هنا هو شأن القدرة والجلال واستيلاء السلطان على الملكوت في الأزل والأبد، ولأجل إحضار هذا الشأن العظيم في أذهاننا القاصرة مثّل القرآن لتصوّرنا المحدود بتشبيهه بما نعرفه آثاره من العرش الجسماني للملك الأرضي الذي بالصعود عليه صعوداً زمنياً ينفذ سلطانه وتعمّ قدرته. ويمكن تلخيص القول في اعتبار الشروط اللفظية المتقدمة بأن يقال: النظر في التفسير ممّا يتعلّق باللفظ تارة يرجع إلى أفراد الألفاظ وأُخرى إلى تراكيبها. أما بحسب الأفراد فمن جهات ثلاث: الأُولى: من جهة المعاني التي وضعت الألفاظ المفردة بازائها، وهو يتعلّق بعلم اللغة. الثانية: من جهة الهيئات والصيغ الواردة على المفردات الدالّة على المعاني المختلفة، وهو من علم التصريف. الثالثة: من جهة ردّ الفروع المأخوذة من الأُصول إليها، وهو من علم الاشتقاق. وأمّا بحسب التركيب فمن وجوه أربعة: الأوّل: باعتبار كيفية التراكيب بحسب الإعراب ومقابله من حيث إنّها مؤدّية أصل المعنى، وهو ما دلّ عليه المركّب بحسب الوضع، وذلك متعلّق بعلم النحو. الثاني: باعتبار كيفية التركيب من جهة إفادة لازم أصل المعنى الذي يختلف باختلاف مقتضى الحال في تراكيب البلغاء، وهو الذي يتكفّل بإبراز محاسنه علم المعاني. الثالث: باعتبار طرق تأدية المقصود بحسب وضوح الدلالة وخفائها ومراتبها، وباعتبار الحقيقة والمجاز، والاستعارة والكناية والتشبيه، وهو ما يتعلّق بعلم البيان. الرابع: باعتبار الفصاحة اللفظية والمعنوية والاستحسان ومقابله، وهو يتعلّق ________________________________ 1ـ سورة طه: 5.