ـ(100)ـ فاته المعظم؛ وقال الزمخشري: من بدع التفاسير قول من قال: إنّ الإمام في قولـه تعالى: ?يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً?(1) جمع "اُمّ"، وأنّ الناس يُدعَون يوم القيامة بأُمّهاتهم دون آبائهم ! وهذا غلط أوجبه جهله بالتصريف؛ فإنّ "اُمّاً" لا يجمع على "إمام". وأمّا الاشتقاق، فلأنّ الاسم إذا كان اشتقاقه من مادّتين مختلفتين اختلف المعنى باختلافهما، كالمسيح هل هو من السياحة أو المسح(2). وأمّا النحو فلأنّ المعنى يتغيّر ويختلف باختلاف الإعراب، فلابدّ من اعتباره، ومشهور أنّ واضع علم النحو هو أبو الأسود الدؤلي، أخذ عن الإمام علي عليه السلام، وذلك بعدما شاهد من الخطأ واللحن في قراءة القرآن الكريم، كقراءة "ورسوله" بالجرّ، وهو مرفوع في قولـه تعالى: ?وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ?(3)، وقراءة الخاطئين بالنصب وهو مرفوع في قولـه تعالى: ? لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ ?(4)، فدخل أبو الأسود الدؤلي يوماً على الإمام عليه السلام ورآه مفكّراً فقال لـه: مالي أراك مفكّراً يا أمير المؤمنين ؟ قال: إني سمعت من بعض الناس لحناً وقد هممت أن أصنع كتاباً أجمع فيه كلام العرب، فألقى إليه صحيفة فيها: الكلام كلّه اسم وفعل وحرف إلى آخر القصّة وهي مشهورة(5). قال أمين الإسلام الطبرسي: "إنّ الإعراب أجلّ علوم القرآن، فإنّ إليه يفتقر كلّ بيان، وهو الذي يفتح من الألفاظ الإغلاق ويستخرج من فحواها الإغلاق، إذ الأغراض كامنة فيها، فيكون هو المثير لها، والباحث عنها والمشير إليها... وإذا كان ظاهر القرآن طبقاً لمعناه فكلّ من عرف العربية والإعراب عرف فحواه ويعلم مراد الله قطعاً. هذا إذا كان اللفظ غير مجمل يحتاج إلى بيان، ولا محتمل لمعنيين أو معانٍ"(6). ________________________________ 1ـ سورة الإسراء: 71. 2ـ الإتقان 4: 213- 214. 3ـ سورة التوبة: 3. 4ـ سورة الحاقة: 37. 5ـ تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام: 50- 51، السيد حسن الصدر. 6ـ مجمع البيان 1-: 13.