وعلي بن إبراهيم بن هاشم القمي المتوفى بعد سنة 307 هـ، ومحمد بن جرير أبو جعفر الطبري (ت: 310هـ)، وأبي بكر بن المنذر (ت: 318 هـ) (1)، وبقي بن مخلد (ت: 324 هـ) (2)، وابن أبي حاتم (ت: 327 هـ) (3)، وعلي بن الحسين بن بابويه القمي (ت: 329 هـ)، ومحمد بن الحسن بن الوليد (ت: 343 هـ) (4)، والحاكم النيسابوري (ت: 405 هـ) (5)، وأبي شبر بن مردويه (ت: 410 هـ) (6)، والشيخ المفيد (ت: 413 هـ) (7). وغيرهم ممن جاء بعدهم من العلماء المفسرين. وامتازت تفاسير هؤلاء الأعلام بأن اكثرها قد استوعبت آيات القرآن الكريم وحسب ترتيبها في المصحف الشريف مع الاهتمام بذكر السند إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أو إلى أحد أئمة أهل البيت أو الصحابة أو التابعين، وقد ينتهي السند إلى تابعي التابعين احياناً، ولم يكن في معظمها غير المأثور إلا أنّ قسماً منها قد تعرض إلى ترجيح الأقوال بعضها على بعض كتفسير محمّد بن جرير الطبري. وهكذا استمر التفسير في حدود المأثور ولم يخرج عن طابعه العام ـ وهو تدوين المأثورات باسانيدها ـ إلى اختصار تلك الأسانيد أو حذفها، وقد علق السيوطي (ت: 911هـ) على تلك النقلة في عالم التفسير بقولة: «فدخل من هنا الدخيل والتبس الصحيح بالعليل»(8). ظهرت بعد ذلك ألوان أخرى من التفسير لها طرائقها الخاصة بها