سادساً ـ مميزات التفسير في عهد تابعي التابعين: امتاز التفسير في هذه المرحلة بعدة مميزات تفرد ببعضها عن مميزات التفسير في المرحلة السابقة وهي: 1 ـ لم يفسر القرآن الكريم بأكملة آية بعد اُخرى في هذا العهد(1). 2 ـ كان جلُّ اعتماد المفسرين على المأثور من الروايات التفسيرية عن الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ وائمة أهل البيت عليهم السلام والصحابة والتابعين، وقد قال بعض الباحثين: إنّه لم يدخل في تفسير هذا العهد غير المأثور(2). 3 ـ خلو تفاسير هذه المرحلة من الأخطاء التي وقع فيها المفسرين قبلهم ممن كانوا يستخدمون الاستنباط والاستدلال(3). 4 ـ الالتزام بذكر سلسلة السند في ماورد من نقل تفسير مأثور للآية(4). 5 ـ لم تسلم أكثر تفاسير هذا العهد من رواية الإسرائيليات، التي أكثر المفسرون من روايتها واستفحل خطرها حيث توسعوا في الاستعانة بها في مجال التفسير(5). سابعاً ـ التفسير بالمأثور ... مراحله اللاحقة: لقد سار على طريقة تابعي التابعين من جاء بعدهم من المفسرون المتأخرين كابن ماجه (ت: 273 هـ) (6)، وفرات بن إبراهيم الكوفي المتوفى في مطلع القرن الرابع الهجري،