للقيام بهذه المهمة. ونبحث في هذه المرحلة ما يلي: أولاً ـ مصادر المعرفة عند التابعين: اعتمد التابعون في فهمهم للكتاب العزيز على ما جاء في الكتاب المجيد نفسه من تخصيص العام وتقييد المطلق وتفصيل المجمل وغيره، كما اعتمدوا في تفسيرهم الكتاب المجيد على ما رووه عن الصحابة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ، وعلى ما كان من تفسير الصحابة أنفسهم، كما استعانوا بأهل الكتاب الّذين دخلوا الإسلام وذلك في حدود ماسكت عنه القرآن الكريم ومالم يرد فيه أثر من الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وآله ـ أو صحابته، حيث كان مسلمو أهل الكتاب في تلك المرحلة قد نقلوا إلى المسلمين ما ورد في كتبهم المقدسة من التوراة والإنجيل، خصوصاً ما يتعلق بقصص الأنبياء وأقوامهم وما أشار إليه القرآن العزيز من أحداث الأمم السالفة والقرون الخالية. وكان من مصادر المعرفة عند التابعين في التفسير هو ما يفتح عليهم من طريق الاجتهاد والنظر في كتاب الله تبارك وتعالى (1). ثانياً ـ مدارس التفسير: لقد تميزت في عهد التابعين ثلاث مدارس تفسيرية هي: المدرسة المكية، والمدرسة الكوفية، ومدرسة المدينة المنورة. وقد كان ابن عباس محور المدرسة المكية في التفسير واشتهر من تلاميذه سعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة مولى ابن عباس، وطاووس بن كيسان اليماني، وعطاء