خامساً ـ المدونات التفسيرية لهذه المرحلة: لقد عرف عن بعض الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ تدوين ما يحتاج إليه النص القرآني من بيان معنى أو توضيح مبهم أو تفصيل مجمل على أصل مصاحفهم، فحسبت مثل هذه الإيضاحات (قراءة تفسيرية) (1) والحق أنها ليست إلاّ تفسيراً وقد أطلق عليها «جولدزيهر» اسم (زيادات تفسيرية) بقوله: «وطائفة من القراءات الظاهرة في هذه الدائرة تنشأ من إضافة زيادات تفسيرية حيث يستعان أحيانا على إزالة غموض في النص بإضافة تميز أدق يحدد المعنى المبهم ودفعا لاضطراب التأويل »(2). وكمثال على ما اسموه بالزيادات التفسيرية أو القراءة التفسيرية هو مصحف الإمام علي ـ عليه السلام ـ (3)، حيث أشار فيه إلى عامه وخاصه ومطلقه ومقيده ومجمله ومبينه ومحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه ورخصه وعزائمه وآداب وسننه، ونبه إلى أسباب النزول في آياته البينات وما عساه يشكل من بعض الجهات(4).وقد قال ابن سيرين (ت: 110 هـ) عن هذا المصحف: «لو اصبت ذلك الكتاب كان فيه العلم»(5). وعليه يمكن اعتبار مصحف الإمام علي ـ عليه السلام ـ هو أول وثيقة تفسيرية ظهرت في عهد الصحابة، وذلك لما أودع فيه من إشارات وتوضيحات هي من صلب علم التفسير اليوم. وعلى الرغم من قلة التدوين في التفسير وندرته بهذه المرحلة، إلاّ أنّه قد وردت إشارات متعدده تؤكد وجود بذور التصنيف للتفسير في هذا العهد فقد صنف عبدالله بن