وترتيب هؤلاء الأربعة من الصحابة في المروي من التفسير هو: الإمام علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ ، ثم عبدالله بن عباس الذي أخذ علمه عن علي ـ كما سبق ـ، ثم عبدالله بن مسعود، وأخيراً أبي بن كعب t (1). وبهذا لا نوافق الأستاذ أحمد أمين حيث جعل المروي عن ابن مسعود وابن عباس أكثر من المروي عن علي ـ عليه السلام ـ حيث قال: «... ولو إننا رتبنا هؤلاء الأربعة حسب كثرة ما روي عنهم، لكان ابن عباس أولهم ثم عبدالله بن سمعود ثم علي بن أبي طالب ـ ثم قال ـ هذا بالنسبة لما روي لا بالنسبة لما صح، ويظهر أنّه وضع على ابن عباس وعلي أكثر مما وضع على غيرهما»(2). ولعل خير من رد على أحمد أمين هو العاملي بقوله:«.. إنه جعل المروي عن ابن مسعود أكثر من المروي عن علي وقال إنه وضع على علي وابن عباس أكثر مما وضع على غيرهما، وإذا كان ما وضع على علي أكثر مما وضع على ابن مسعود فكيف صار ما روي عن ابن مسعود أكثر مما روي عن علي، وعلي أكثر ملازمة للنبي ـ صلى الله عليه وآله ـ من ابن مسعود وكل أحد، فلابد أن تكون روايته أكثر وإذا انضاف إليها ما وضع عليه بزعمه صار أكثر وأكثر، فكيف صار ما رواه ابن مسعود أكثر ؟ ما هذا إلاّ تناقض»(3). رابعاً ـ مميزات التفسير في عهد الصحابة: امتاز التفسير في مرحلة عصر الصحابة بعده مميزات يمكن إجمالها بما يلي: 1 ـ لم يفسر القرآن الكريم جميعه بل اقتصر على بعض آياته التي يصعب فهمها وخاصة آيات الأحكام نظراً لشدة حاجة المسلمين إليها في مجال التطبيق العملي لأحكام الشريعة السمحاء. 2 ـ كان التفسير يسيراً، إذ غالباً ما يكتفي الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ بالمعنى