عليه وآله وسلم ـ وعنده جبريل فقال لـه جبريل: أنّه كائن حبر هذه الأمة فاستوصي به خيراً»(1)، ولتبحر ابن عباس في التفسير فقد لقب بترجمان القرآن (2)، وكان ابن عباس t من تلامذة أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ الّذين اخذوا عنه علم التفسير، قال ابن عباس: «ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب »(3). أما عبد الله بن مسعود t (ت: 32 هـ) فإنه يعد بعد ابن عباس في كثرة التفسير للقرآن الكريم (4)، فقد كان كثير المعرفة بأسباب النزول وقد روي عنه قوله: «والذي لا اله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلاّ وأنا أعلم فيم نزلت وأين نزلت ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته»(5). وسئل الإمام علي ـ عليه السلام ـ عن عبدالله بن مسعود t فقال: «علم القرآن والسنة ثم انتهى وكفى بذلك علماً»(6). أما أبي بن كعب (المتوفى في خلافة عمر بن الخطاب) (7) فقد كان من الصحابة المفسرين، وهو أحد الّذين جمعوا القرآن الكريم على عهد الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ وكان سيد القراء (8). ويعود اشتهار هؤلاء الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ بالتفسير إلى تمكنهم من اللغة ومعرفتهم بأساليبها، زيادة على ما تمتعوا به من خصوبة الفكر، مع ملازمتهم للرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ وفي لطتهم لـه ومعرفتهم بأسباب النزول، واحاطتهم بملابسات النص.