قليل من تلاميذ الصحابي عبد الله بن مسعود (ت: 32 هـ) الذي ولي القضاء وبيت المال في الكوفة في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، يضاف إلى ذلك ما امتاز به الإمام علي ـ عليه السلام ـ من علم غزير وسعة في القلب فقد روي عنه قوله: «يا معشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني، وهذا سغط العلم هذا لعاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ، هذا ما زقني رسول الله زقاً، سلوني فإن عندي علم الأولين والآخرين، أما والله لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم وأهل الإنجيل بإنجيلهم وأهل الزبور بزبور هم وأهل القرآن بقرانهم حتّى ينطق كلّ كتاب من كتب الله فيقول: صدق علي لقد آفتاكم بما انزل فيه»(1)، وروي عنه ـ عليه السلام ـ أنّه قال: «والله ما نزلت آية إلاّ وقد علمت فيم أنزلت، إنّ ربي وهب لي قلباً عقولاً ولساناً سؤولا»(2). وروى جمع من المفسرين في تفسير قوله تعالى: ?...وتعيها أذن واعية?(3) أن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال عند نزولها: «سألت ربي أن يجعلها أذن علي»(4). وروى جملة من المفسرين أنّه كان يقول: «ما سمعت من رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ شيئاً قط فنسيته»(5). ويأتي بعد الإمام علي ـ عليه السلام ـ في التفسير حبر الأمة الإسلاميّة الصحابي الجليل عبد الله بن عباس t (ت: 68 هـ) الذي يروى عنه أنّه قال: «انتهيت إلى النبي ـ صلى الله