في التفسير ـ على زعم السيوطي السابق ـ لنقل إلينا، لا سيما وأن المدونين سيرتهم قد حفظوا لنا كثيراً من أقوالهم ومن البعيد جداً أن يسجلوا عنهم ذلك ويدعوا ما هو أهم منه. وأكثر من روي عنه التفسير هو الإمام علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ (1)، فعن ابن الطفيل قال: شهدت علياً يخطب وهو يقول: «سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء إلاّ أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله فو الله ما من آية إلاّ وأنا أعلم ابليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل» (2). وقد اخبر ـ عليه السلام ـ عن مقدار علمه بعد وفاة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ في خطبة فيها: «..بل اندمجت على مكنون علم لو بحت به لا ضطربتم اضطراب الأرشية في الطوي البعيدة»(3). والسبب في كثرة المروي عن الإمام علي ـ عليه السلام ـ ، هو أنّه كان أكثر الناس تسوقاً برسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وتأثراً به، وسيراً على نهجه، حتّى أن الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وآله ـ حينما آخى بين أصحابه ـ في قصة المؤاخاة المشهورة ـ جعل علياً ـ عليه السلام ـ أخاه، فقال ـ صلى الله عليه وآله ـ لـه: «أنت أخي في الدنيا والآخرة»(4). والسبب الآخر في كون المروي عنه ـ عليه السلام ـ أكثر من الخلفاء هو تقدم وفاتهم(5)، وامتداد حياته بعدهم، وكثرة حاجة الناس إلى التفسير في عهده وذلك لاتساع رقعة الإسلام، ودخول الأعاجم في الدين الجديد مع نشوء جيل من أبناء الصحابة كانوا في حاجة إلى علم الصحابة، ثم نقله ـ عليه السلام ـ مركز الخلافة من المدينة المنورة التي كان أكثر أهلها من العلماء باعتبارها مهبطاً للوحي والتنزيل إلى الكوفة التي لم يكن فيها سوى نفر