عن الشيء فيفهم، وكان منهم من يسأله ولا يستفهمه حتّى أن كانوا ليحبون أن يجيء الأعرابي والطاري فيسأل رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ حتّى يسمعوا...»(1). ويمكن إرجاع تفاوت الصحابة في المعرفة إلى الأسباب التالية: 1 ـ ملازمة بعضهم للنبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وما تهيئ هذه الملازمة من إتاحة الفرصة الكافية لمعرفة ما أحاط بالقرآن من ظروف وملابسات، ومعرفة أسباب النزول وسماعهم التفسير شفاهاً من صاحب الرسالة ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ على عكس الذي لم تتح لـه مثل هذه الفرصة، حيث كان فيهم من صحب الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ مرة واحدة أو سمع منه حديثاً واحداً(2)، ومنهم من لازمه طيلة حياته. 2 ـ أنهم كانوا متفاوتين في مداركهم العقلية وما اختص به بعضهم من قوة الفهم وما فتح الله عليهم من طريق الرأي والاجتهاد، فاختلفوا في تعليل بعض الأحكام من ذلك ما روي عن فرح الصحابة بنزول الآية الكريمة من قوله تعالى: ?... اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً...?(3) حيث ظنوا أنها أخبار وبشرى بكمال الدين ولكن الخليفة عمر بكى وقال: «ما بعد الكمال إلاّ النقصان» مستشعراً في ذلك نعي النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وقد كان مصيباً بهذا، إذ لم يعش رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بعدها إلاّ واحداً وثمانين يوماً(4). 3 ـ تفاوتهم في السبق إلى دخول الإسلام ورد الفعل الذي يحدثه في نفوسهم كباقي الناس(5). 4 ـ تفاوت معرفتهم بلغات العرب حيث كانوا لا يتساوون في معرفة معاني بعض