بن عازب، وبرص قدما أنس بن مالك، فحلف أنس بن مالك أن لا يكتم منقبة لعلي بن أبي طالب، ولا فضلاً أبداً وأمّا البراء بن عازب فكان يسأل عن منزله، فيقال: هو في موضع كذا وكذا فيقول: كيف يرشد من أصابته الدعوة»(1). تعليق: لا ينبغي التصديق بمثل هذا الخبر وذلك لما تشهد به سيرة البراء من إخلاص وصدق في التعامل وفضل وديانة فهل يجدر بمثله أن يكتم مثل هذا الحديث الشريف. كما أن البراء كان موالياً لعلي ـ عليه السلام ـ، وله عقيدة عميقة به وهو الذي قال لـه ـ عليه السلام ـ: «كنا بمنزلة اليهود قبل أن نتبعك تخف علينا العبادة. فلما اتبعناك ووقعت حقائق الإيمان من قلوبنا وجدنا العبادة قد تثاقلت في أجسادنا» (2). إضافة إلى ذلك أن هذه الواقعة لابد أن تكون قد حدثت قبل حرب صفين لما نعلم من أن خزيمة بن ثابت ذا الشهادتين وعبدالله بن بديل بن ورقاء (قائد الميمنه في صفين) قد استشهدا في هذه الوقعة. وإذا كان لابد لهذه الحادثة ـ على فرض صحتها ـ أن تكون قد وقعت قبل صفين فمن أين للبراء بن عازب أن يشترك في معركتي صفين والنهروان وهو أعمى، مع أن النصوص الكثيرة قد وردت مؤكدة مشاركته في الجمل، صفين، النهروان وهي من المشهورات (3)؟ ومما يمكن أن نستدل به على مرادنا: ما ذكره الخطيب البغدادي من أن البراء كان رسول علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ إلى الخوارج بالنهروان يدعوهم إلى الطاعة وترك المشاقة