أم سلمة (ت 61، 62، 63): هند بنت أبي أمية، وهو سهيل أو حذيفة المعروف يزاد الركب (1) بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ومخزوم حي من قريش. أم المؤمنين، هاجرت الهجرتين إلى الحبشة ثم إلى المدينة المنورة، وكانت من أفضل النساء رأياً وعقلاً وعفة وجمالاً ثقية زكية طاهرة، ولها من رسول الله محل عظيم. كانت زوج الصحابي الجليل أبي سلمة المخزومي ـ رضوان الله عليه ـ ولما توفي إثر جراحة أصابته في سبيل الله تزوجها رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ سنة أربع من الهجرة. عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أم سلمة قالت: «سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يقول: من اصيب بمصيبة فقال كما امره الله انا لله وانا إليه راجعون ، اللهم آجرني في مصيبتي وأعقبني خيراً منها، فعل الله ذلك به» قالت فلما توفي أبو سلمة قلت ومن خير من أبي سلمة، ثم قلتها «إنا لله وإنا إليه راجعون» فأعقبها الله رسوله ـ صلى الله عليه وآله ـ فتزوجها. وكانت قد ولدت لأبي سلمة زينب وسلمة وعمر. روى إسماعيل بن نبيط عن شهر بن حوشب قال أتيت أم سلمة أعزيها بالحسين... وهذا الخبر، إضافة إلى خبر مسلم في صحيحة أن عبدالله بن صفوان دخل على أم سلمة في خلافة يزيد ليدلان بوضوح على أن أم سلمة ـ رضوان الله عليها ـ لم تنتقل إلى الرفيق الأعلى سنة تسع وخمسين كما عليه الخبر الشاذ، وإنّما سنة (61 هـ) أو ما بعدها، على أن الأخبار في هذا الأمر لم تقتصر على الخبرين اللذين ذكرناهما قال الحافظ الذهبي «وكانت آخر من مات من أمهات المؤمنين، عمرت حتّى بلغها مقتل الحسين الشهيد،