علينا أن نطرح جانباً تلك المعلومات والأفكار التي تشهر سيف التعصب والتطرف. إنه ليس كلّ شيء يسمى علماً جيداً ومحبذاً. إنّ من العلم ما هو كذب وتزوير. وإن من العلم ما هو قائم على الاحتمالات والأوهام. وإن من العلم ما هو زيغ وانحراف. إذا كان من الضياع أن تنكشف للإنسان أخطاؤه بعد حين طويل، فإن من الأكثر ضياعاً أن يموت الإنسان حاملاً معه تلك الأخطاء، ونستسيغ الاستفادة من الفلسفة الحديثة شيئاً حول موضوعنا، إنها تجعل الحقيقة Veritas على قسمين: أحدهما: الحقيقة المنطقية: وتعني وتعني تطابق الفكر مع الشيء. والآخر: الحقيقة الوجودية: وتعني تطابق الشيء مع الفكر المعياري الذي يحكم عليها. ولقد سبق الإمام علي إلى هذا المضمون الفلسفي قائلاً: «اعرف الحق تعرف أهله» إنّ الكثير الكثير من أفكارنا ومعلوماتنا نطبقها على الأشياء ـ ويا للأسف ـ في الوقت الذي يجب علينا فيه تقييم الأشياء، وإعطاء نظرة معينة لها بمقدار انطباقها على الفكر المعياري، والمقياس الصحيح. علماً بأنه لابد أن تكون معاييرنا ومقاييسنا معايير ومقاييس علمية، صحيحة المستند، نقية المحتوى، سليمة الاتجاه. كم هو جميل ونافع أن نتجنب الحكم السابق Prevention على الأشياء والأفكار والأشخاص.