الحديث إلاّ ما علمتم، فمن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار، ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار»(1) يحتاج إلى حذر في التعامل معه وعلى ضوء هذا الحديث المتفق عليه يجب على المفسر أن يتجرد من الآراء المسبقة، ويوطن نفسه على قبول ما تفيده الآية وتدل عليه، ولا يخضع القرآن لعقيدته»(2). ومن ثم فمن غير المعقول أن يهمل الإسلام العظيم دور العقل ـ على رغم تقديره العظيم لـه ـ في العملية التفسيرية في الوقت الذي يؤسس الإسلام ورسول الإسلام وأهل بيته ـ عليهم السلام ـ كثيراً من المعارف على ضوء العقل، فلابد لعلماء المسلمين جميعاً من البحث حول مصداقية العقل للعملية التفسيرية من خلال ما يلي: أولاً: أن تستقرأ الروايات الواردة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ، وعن أهل البيت ـ عليهم السلام ـ في هذا المجال الذي تنهى فيه عن تفسير القرآن بالرأي لتدرس من حيث السند والدلالة، والجهة، وظروف الصدور، وحالات التعارض بينها، ليتوصل إلى ما هو صحيح منها وأخذه وترك ما ليس بصحيح، ونبذه. ثانياً: النظر في أقوال العلماء في هذا المجال، والمصدر الذي اعتمدوا عليه في إباحة التفسير بالرأي أو تحريمه، مع التفاسير والتأويلات المختلفة لتلك الروايات الواردة عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ، ومحاولة دراستها دراسة مستوعبة للتعرف على مناشئها قبولاً ورفضاً. ثالثاً: البحث حول قضية التأويل، وحدودها، والروايات التي استدل بها عليها، وروايات الباطن، والحد والمطلع للوصول إلى نتائج علمية، وموضوعية مقبولة. فإذا تمكنا أن نحدد العقلى، والرأي تحديداً دقيقاً جداً، ونفرق بين الرأي الجائز وبين الرأي الممنوع، وأن نتعرف على ماهية التأويل وهل أن يعتمد العقل مصدراً لـه أو اللغة بما