الأصح _ من قال في القرآن قولاً يعلم أن الحق غيره فيتبوأ مقعده من النار»(1). وفي مباحث في علوم القرآن: «أما التفسير بالرأي فقد اختلف العلماء حوله، فمن محرم لـه، ومن مجوز لكن اختلافهم يؤول في الحقيقة إلى أن المحرم منه هو الجزم بأن مراد الله كذا من غير برهان، أو محاولة تفسير الكتاب الكريم مع جهل المفسر بقواعد اللغة، وأصول الشرع، أو تأييد بعض الأهواء بآيات من القرآن زوراً وبهتاناً، أما إذا كانت الشروط المطلوبة متوافرة في المفسر فلا مانع من محاولته التفسير بالرأي، بل لعلنا لا نبعد إنّ قلنا: إنّ القرآن نفسه يدعو إلى هذا الاجتهاد في تدبر آياته وفق تعاليمه، قال تعالى: ?أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها?(2)، وقال: ?كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته، وليتذكر أولو الألباب?»(3). والخلاصة في المقام التي يمكن أن تستفاد من كلمات العلماء فيما نقلناه عن السيوطي وغيره هو أن كلّ ما ليس بنقلي في مصادر التفسير فهو عقلي يدخل تحته كلّ أنواع التفسير بالرأي بل بالرمز، والإشارة، وبالباطن، والتفسير العلمي الذي يحاول الاستفادة من العلومل التجربية وكذلك التفسير الفلسفي، وغير ذلك. فإن كان المصدر في التفسير هو العقل مع مراعاة الضوابط التي ذكرت كشروط للمفسر وللتفسير فإنه من التفسير الجائز شريطة أن لا تكون نتائجه مخالفة لحقائق الشريعة(4). وذلك أنّه «يعتمد تحليل الآيات الواردة في المعارف على ضوء الأحكام العقلية القطعية الثابتة لدى العدلية وكالتحسين والتقبيح العقليين وغيرها مما يعترف به جميع العقلاء في