وقال ابن كثير: «فأما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام لما رواه محمّد بن جرير رحمه الله تعالى حيث قال: حدثنا محمّد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد..عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ قال: من قال في القرآن برأيه أو مما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار»... وأن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال: «من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ»... «من قال في كتاب الله برأيه فأصاب فقد أخطأ»(1). وقال السيد الخوئي: «أو يتبع ـ أي في التفسير ـ ما حكم به العقل الفطري الصحيح فإنه حجة من الداخل كما أن النبي حجة من الخارج»(2). وقال الطبري في تفسيره «وهذه الأخبار شاهدة لنا على صحة ما قلنا، من أن ما كان من تأويل القرآن الذي لا يدرك علمه إلاّ بنص بيان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أو بنصبه الدلالة عليه، فغير جائز لإحد القيل فيه برأيه، بل القائل في ذلك برأيه وإن أصاب الحق فيه، فمخطئ فيما كان من فعله بقيله فيه برأيه، لأن إصابته ليست إصابة موقن أنّه محق، وإنّما هي إصابة خارجي وظان، والقائل في دين الله بالظن قائل على الله ما لا يعلم، وقد حرم الله جل ثناؤه ذلك في كتابه على عباده، فقال: ?قل إنّما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق، وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً، وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون?»(3). قال السيوطي في الإتقان: «ولا يجوز تفسير القرآن بمجرد الرأي والاجتهاد من غير أصل، قال تعالى: ?ولا تقف ما ليس لك به علم...? (4)، وقال: ?... وأن تقولوا على الله مالا تعلمون?(5)، وقال: ?... لتبين للناس ما نزل إليهم...? (6). فأضاف البيان إليه،