المعاني ما دل عليه القرآن» (1)، ويقول ابن تيمية: «إنّ أصح الطرق في ذلك ـ يعني التفسير ـ أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أجمل في مكانه فقد فسر في موضع آخر، وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر»(2). «وقد اهتم المفسرون بهذه الطريقة في التفسير، وذلك لما تحتله من مكانة وتشريف بين سائر الطرق والمسالك في بيان معاني القرآن، ولا يخلو تفسير منها»(3). والخلاصة: أن القرآن الكريم يمثل المصدر والمرجع للعملية التفسيرية كما أن المنهج الأقوم، والأسد في عملية التفسير هو منهج تفسير القرآن بالقرآن، فعندما يعتمد المفسرون هذه الطريقة السليمة من كلّ عيب في تفسير القرآن من أوله لآخره فهذا يعني إنتاج تفاسير مقبولة لدى جميع المسلمين لأن المنهج الذي اعتمدته هو المنهج المتفق على قبوله لدى المسلمين بشكل عام. وهنا أحب أن أنوه إلى أن تفسير أهل البيت: للقرآن الكريم يعتمد وبشكل أساسي، وكبير على هذا اللون من التفسير، الأمر الذي يحتم على المسلمين جميعاً الاهتمام بالتراث التفسيري لأئمة أهل البيت وتبنيه، ونشره ومن ثم الانفتاح بشكل أوسع على تراث أهل البيت ـ عليهم السلام ـ في المجالات العلمية والمعرفية الأخرى، كالفقهية والأخلاقية، والعقائدية، وسنحاول أن نشير إلى حجية أحاديثهم عندما نتعرض إلى مصدرية أقوالهم ـ عليهم السلام ـ (4). وأما السنة النبوية المطهرة: فهي تمثل المصدر الثاني من المصادر النقلية للعملية التفسيرية، وقد وقع الخلاف