الإشارة والرمز مع نفي المراد الظاهري(1) وبشكل كلي فكل مصدر تفسيري لا يندرج تحت النقل فهو من المصدر العقلي وإن تعددت أسماؤه أو أنحاؤه كالتفسير العلمي مثلاً. أما القرآن الكريم: فلا يتردد أحد من المسلمين على الإطلاق في مرجعيته، ومصدريته في أكثر الجوانب المعرفية فضلاً عن العملية التفسيرية، والروايات كثيرة في هذا المعنى، ومقدمات كتب التفسير شاهدة على ذلك، بل نفس التفاسير التي هي تطبيق عملي للعملية التفسيرية تتجلى فيها هذه المرجعية والمصدرية. رأي أهل البيت ـ عليهم السلام ـ في مصدرية القرآن الكريم: المنطلق هو حديث الثقلين المتواتر الذي يرويه الفريقان، والذي يقرن بين الكتاب والعترة على نحو لا يمكن أن ينفك أحدهما عن الآخر، بل أنهما سيردان على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ الحوض وهما ملتحمان مقترنان لا يفارق أحدهما الآخر مطلقاً، وهم قد أسسوا مرجعية القرآن. قال الإمام ـ عليه السلام ـ في نهج البلاغة: «وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضاً أنّه ينطق بعضه ببعض، ويشهد بعضه على بعض»(2)، وكان الإمام ـ عليه السلام ـ وأهل بيته يستخدمون آيات القرآن مرجعاً في عملية التفسير وهذا اكبر شاهد على مصدريته عندهم ـ عليهم السلام ـ. فعن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ في تفسيره لقوله تعالى: ?صراط الّذين انعمت عليهم?(3)، قال قولوا اهدنا صراط الّذين انعمت عليهم بالتوفيق لدينك، وطاعتك، لا