مقتضاها المفهوم المعروف» وأول ما يقوض هذه المقولة ويصدم قراءها ما نقله الطبري في تفسيره الذي هو اصح التفاسير في رأي ابن تيمية عن ابن عباس في تفسير آية الكرسي التي هي من أولى آيات الصفات وروداً في القرآن الكريم. فقد نقل الطبري عن ابن عباس من طريقين انه قال: كرسيه علمه، ثم انتخب الطبري هذا المعنى وأيده بما رواه من استخدام الكرسي بمعنى العلم في الشعر العربي. ويزيد في الصدمة أن من تتبع التفاسير لم يجد عن أحد من الصحابة أنّه فسر الوجه أو اليد أو العين عند ورودها في الآيات الكريمة منسوبة إلى الله تعالى وفق مقتضاها المفهوم المعروف الذي يذهب إليه ابن تيمية، بل ذهبوا إلى التأويل وعدلوا إلى المجاز في جميع هذه المواضع ففسروا «اليد» بالقوة و«الوجه» بالثواب، في ستة مواضع وهي: قوله تعالى: ?... وما تنفقون إلاّ ابتغاء وجه الله...?(1). و: ?والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم...?(2). و: ?ذلك خير للذين يريدون وجه الله...?(3). و: ?... وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله...?(4). و: ?إنّما نطعمكم لوجه الله...?(5). و: ?إلاّ ابتغاء وجه ربه الأعلى?(6). وفي موضعين آخرين، هما: قوله تعالى: ?... كلّ شيءٍ هالك إلاّ وجهه...?(7).