واحداً من مصادر النزاع بين المسلمين. 2 ـ ومنشأ الخلاف الظاهر في هذه التفاسير يعود إلى مصدرين أساسين داخلين في هذا النوع من التفسير، هما: اللغة، والعقل. اللغة: بلا شك أن اللغة مصدر من مصادر التفسير الصحيحة، فالقرآن إنّما يتكلم بلغة، ففهم معانيه موقوف على المعرفة بهذه اللغة ومفرداتها واستخداماتها وخصائصها. ولقد كان الرجوع إلى اللغة كمصدر من مصادر التفسير قديماً على عهد الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ. ومن الشروط الأولية التي اتفق عليها أهل العلم في المفسر: معرفته التامة باللغة العربية، فليس لغير العالم بها حق الدخول في تفسير شيء من كتاب الله العزيز، ولا يكفي في حقه تعلم اليسير منها (1). لكن طبيعة وحدود الاستفادة من هذا المصدر الصحيح اظهرت خلافات جديدة صارت فيما بعد مصدراً من مصادر النزاع الطائفي. مثال ذلك: اختلافات المفسّرين في مجازات القرآن: ففريق أوغل في استخدام المجاز وبالغ فيه مع كلّ نصّ غير قطعي الدلالة تقريباً، فكثر عندهم الانتقال من الحقيقة إلى المجاز كما هو ملاحظ في تفاسير المعتزلة غالباً. وفريق آخر منع من قبول المجاز في القرآن والتزم بظاهر اللفظ وهؤلاء هم أهل الظاهر. بينما توسط فريق آخر بين الفريقين، فقبل الانتقال من المعنى الحقيقي إلى المجازي لكن باعتدال ووفق شروط واضحة وعلى هذا المنهج سارت أهم التفاسير المعروفة