ولو عملنا بحثا حول هذه الآية فقط لعلمنا أهمية هذه العلوم النفسية والاجتماعية والتربوية ولفسرنا القرآن بهذه المناهج. كلمة «أدع» أمر للرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ وكان هذا الأمر عاما لعامة الأنبياء والرسل فالأمر يقدر بالمأمور. هنا المأمور الدعوة والدعوة ليست مخصوصة بالنبي ـ صلى الله عليه وآله ـ بل انتقلت منه إلى أمته بصفتها وظيفة دينية إلهية. وفي تفسير هذه الآية نقول: «أيها المسلمون ادعوا إلى سبيل ربكم بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلوا بالتي هي أحسن.» فللدعوة جانب نفسي وجانب اجتماعي وجانب تربوي فلابد من رعاية هذه الجوانب لتكون الدعوة دعوة إسلامية كما أمر الله في القرآن وتؤثر على المدعوين تأثيراً إلهياً فالله لا يخلق تأثير الدعوة أن لم تكن الدعوة موافقة لرضى الله، ونظن أن رضى الله يتحقق إذا كانت الدعوة تجري في حدود التبليغ مع المراعاة لجوانب الإنسان النفسية والاجتماعية والتربوبة. 9 ـ مشكلة تفصيل المجمل وتخصيص العام: تفصيل المجمل في التفسير شيء مهم جداً لأن الله تعالى أجمل بعض الموضوعات في القرآن وفصل بعضاً. اليست هناك حكمة للأجمال وللتفصيل ؟ بل لابد من حكمة فالله سبحانه وتعالى وصف القرآن بأنه كتاب مبين وأنه بلسان عربي مبين واستعمل كلمة التفصيل ولم يستعمل كلمة الأجمال وقال: ?وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلاّ ما اضطرر تم إليه وإن كثيراً ليضلون بأهوائهم بغير علم إنّ ربك هو أعلم بالمعتدين ذروا