طريقه أن يبلغوا ما أمر الله تعالى للناس وما نهاهم عنه ثم، أن يتركوا الناس على حالهم لأن الله تعالى يتولى الأمر بعد تبليغه للناس وذلك كما ورد في الآيات أن الجنة والنار حق والناس كلهم عباد الله فله ما شاء في حقهم. أما إذا قلت إذا كان الأمر كذلك فما معنى الجهاد؟ الجهاد أو الحرب في الإسلام ليس أصلاً من أصول الدين وإنّما هو متعلق بالحرية وذلك انه يجب أن يكون لكل شخص حرية التفكر وحرية التبليغ، والإسلام دين التبليغ وليس دين الحرب. أما إذا منع أحد أحداً حق التبليغ فهو متجاوز فالمتجاوز عليه لـه حق الدفاع، ففي حالة التجاوز يدافع المسلم عن حقه الإنساني. فالجهاد هو التبليغ وإذا منع الناس التبليغ فمعناه أنهم تجاوزوا على حق غيرهم ولهم أن يدافعوا عن حقهم فهذا هو الحرب. يذهب المسلمون إلى بلاد الكفار لهذه الغاية وهي تبليغ دين الله ولا يذهبون لاستغلال ثروات هذه البلاد ولا يجبرون الناس على الإسلام. 8 ـ أهمية علم النفس وعلم الاجتماع وعلم التربية في تفسير القرآن: القرآن من أوله إلى آخره يهتم بالإنسان كفرد عادي، يهتم بجانب الإنسان النفسي والاجتماعي والأخلاقي فالله سبحانه وتعالى يقص قصص أنبيائه ورسله وينقل ما قاله المعارضون ويعلل ما قالوه، ثم ينتهي كثير من الآيات بالعفو والرحمة والمغفرة والتوبة كما قال تعالى: ?أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إنّ ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين?(1).